~*¤§ زوج وزوجته والزوجة الثانية ( الشبكة العنكبوتية النت ) §¤*~
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم.
لاحظت الزوجة كثرة انصراف زوجها للإنترنت بعد عودته من العمل، وأصبحت تشعر أنها لا تحظى بالأوقات المشتركة معه كما كانا في السابق، ( كما تدعي الزوجة!!!)...
قلقت الزوجة من إدمان زوجها للإنترنت وترددت في كيفية مصارحته بالأمر واستعانت بالصبر والتريث، وبعد أن نفذ صبرها دخلت عليه في مكتبه المنزلي، وقالت: ليتك لم تعرف الإنترنت، فقد شغلتك عن المجتمع وعني وعن الأولاد وأنت تمضي معها أغلب ساعات جلوسك بالمنزل، وتتضايق من طلباتي في الخروج.
رد الزوج بهدوء على زوجته: آه لو تعلمين يا حبيبتي ما في الإنترنت من فوائد جمة، ومعارف كثيرة وتواصل مع شريحة راقية في معظمها من المجتمع، وتجارة عظيمة...
قالت الزوجة وهي تتمالك نفسها من الغضب: لا أرى أثرا لتلك الفوائد، ولم أشعر بزيادة معرفتك أو دخلك، على العكس فقد أخذتك الإنترنت عنا، وصرفتك عن زيارات الأقارب وعن الواقع إلى عوالم خيالية، وخسارتك في الأسهم ما يعلم بها إلا الله!!!...
فأجابها: يا عزيزتي الإنترنت جديدة على كثير من المجتمع، والذين يتقنون فنها في مجتمعنا قليلون بينما تأثير الإنترنت في حياة الناس في الغرب عجيب، وأجزم أنه في المستقبل القريب سيكون لها شأن كبير في حياتنا، وعلى فكرة لازم تتدربي على النت لكي تقضي وقت فراغك... ( في قلبه يريدها أن تلتهي عنه!!!).
فتنهدت وقالت: ولكن يا عزيزي، إذا جاء ذلك الوقت، ستكون أعمارنا متقدمة، ولا نستطيع أن نستمتع بمباهج الحياة، وأنا ما عندي وقت للنت... المدرسة ( الزوجة معلمة ) والبيت بعدها ومتابعة مذاكرة العيال...
قال لها: ومن قال أنني أتحدث عن عشرات السنين، بل أنه خلال السنوات القليلة القادمة، سترين انتشار الإنترنت في حياة الناس هنا وهناك... ألم تسمعي بثورة تقنية المعلومات؟...
فأجابت سريعاً: هذا في تفكيرك الخيالي أنت فقط، فالانترنت في مجتمعنا منذ زمن ولم ألاحظ لها التأثير الذي تراه... بل الشباب الله يهديهم في غرف الشات والمات والإطلاع على المنشورات المحرمة ومشاكل التصوير والتشهيربالناس!!!!
قال لها: يا عزيزتي ليتك تصبرين وستدركين صدق حدسي واستشرافي للمستقبل، ولابد أن تأخذي دورة في النت لكي تعرفي مدى الإستمتاع بها في وقت الفراغ... والإنترنت مثلها مثل التلفزيون والفيديو لها مضارها ولكن فوائدها عظيمة فمكتبة العالم موجودة لديك في المنزل... سبحان الله علم الإنسان ما لم يعلم.
قالت له: أنا واقعية وأريدك أن تعيش حياة حقيقية، ودع الأحلام الخيالية لغيرنا... واستمر النقاش بينهما، زوج حالم يعيش في عالمه ويهدر وقتاً كثيراً في الإنترنت متنقلاً بين المواقع والمنتديات وسوق الأسهم المحلية والعالمية... وزوجة حالمة ترغب أن يشعر زوجها بوجودها في عالمه وأن يحس بمن حوله وهي لا تتفهم طموحه وتطلعاته العلمية والثقافية والإقتصادية.
ومع مرور الأيام إقتنعت الزوجة واشتركت في دورة تدريبية على الحاسب الآلي وأصبحت شبه مواظبة على النت!!!... حتى بعض مكالماتها مع زميلاتها عبر المسنجر!!!... ناهيك عن تبادل وصفات الطبخ والحلويات عبر النت!!!...
عموما تفهم الزوجان وضع بعضهما وعاشا في سعادة وهناء... لأن الحقيقة لا نستطيع أبداً أن نوقف زحف التطور، وعلى كل منهما مشاركة الآخر في اهتماماته في الحياة...
}®{؛« .»؛} صقر طيبة {؛«' .»؛}®{
الجمعة نوفمبر 02, 2007 3:04 pm
