اخوتي .. أسمحوا لي بوجه نظري فقط , ومن خلال تجربتي إبداء رأي !
كل إنسان مؤمن يأمل أن تكون الجنة من نصيبه!
إلا إن النوايا لاتكفي وحدها لتحقيق تلك الأمنية الغالية إذ يجب أن تترجم إلى أفعال صالحة , وسلوك أخلاقي في المجتمع ...
إلا أن آفة الكذب منتشرة في العالم العربي بشكل مزعج للغاية..!
ومن السخف أعتبار الكذب من العيوب البسيطة ذلك لو تأملنا بعض الجرائم الخطيرة سنجد أنها نابعة أساسا منه ..
وعلى سبيل المثال جرائم الرشوة والخيانة بكل أنواعها والنفاق والغش في العمل والمهنة وكذلك نشر المعلومات المضللة في الصحف الموجهة من أجل مصالح شخصية ...!
قد نتسائل كثيرا لماذا ينتشر الكذب في المجتمعات العربية أكثر من المجتمعات الغربية التي تعتبر الكذب جريمة أخلاقية بشعة ؟
في رأيي أن الكذب ينبع من الإحساس بالخوف , فالطفل الذي يتربى على أسلوب الرعب من والديه أو أحدهما تتلاشى عنده صفة الصدق نهائيا بل ويفقد اللإحساس بالكرامة لأنه يهان ويضرب بأستمرار ..!
ومن يفقد كرامته منذ الصغر لايهتم بصيانتها عند الكبر .. ومن يفقد العزة والكرامة لا يستحق الحياة الشريفة ومن ثم ينحرف , والأنحراف يؤدي إلى أنتشار الفساد في المجتمع .
كثيرون يدعون الدين ويؤدون صلاتهم بأنتظام ومع ذلك نجدهم يخدعون ويغشون في تجارتهم ومهنتهم ..؟
(كأن الدين نقرة والكذب نقرة أخرى)؟؟
لارابط بينهما...!
أصبح الكذب بالمجتمعات العربية عملة جارية وجزء لا يتجزأ من الشخصية,فكل جملة تحتوي على كلمة كاذبة بلا مناسبة أو فائدة أسميه :
(الكذب من أجل الكذب) لقد صنف البعض أنواعا للكذب فمنه الذي يضر
ومنه الذي لا يضر وأطلقوا عليه ( الكذب الأبيض ) ...!
حتى ترتاح ضمائرهم ظاهريا, ومع إن الكذب أيا كان نوعه عادة غير أخلاقية!
فالإنسان الصادق مع نفسه وضميره لا يعتاد الكذب ولايفكر فيه أيا كان نوعه وأيا كانت نتيجته .
أعتقد المشكلة هي مسألة أعتياد على الكذب منذ الصغر نتيجة التربية الخاطئة المبنية على القهر والذل , وإذا نجا من التربية الخاطئة في صغره سيجد القهر والظلم عند كبره من رئيسه أو أستاذه كما سيلمس الفساد
السياسي والأقتصادي والأجتماعي...
وهذا ما سيدفعه إلى (مستنقع الفساد ) الذي يعيش فيه إلى الكذب وما يترتب عليه من جرائم معنوية ومادية ..!
فأين شفافية الشرق ؟
وأين القيم العربية ؟
الشهامة والصدق والأخلاص ...
تساؤلات .. يئست أن يجيب عليها .. أحد !!