هل انزلق من يدك يوما إبريق أو طبق أو كأس من الصيني ووقع على الأرض
وهل فكرت بجمع هذا الصيني ثم إلصاق أجزاءه ببعض
ولو فعلت فهل يعود كما كان
هذا ما ينطبق على العلاقات الإنسانية في نظري.
اذا تعرضت العلاقة الإنسانية لما تعرض له الإبريق الصيني وانكسرت بأي شكل و حين يتدخل المصلحون وتعود هذه العلاقة فإنها تعود بشكل آخر .
هي ليست العلاقة التي كانت فالقلوب لا تصفو أبدا والذاكرة لا تمحى وإنما تتراجع إلى الخلف ولكنها تكون حاضرة وفي الأمام لأبسط الأمور.
وهذا في نظر أمر طبيعي واستغرب ان يفكر البعض في إعادة الأمور إلى سابق عهدها وهم جادون وصادقون ولكنهم يجب أن يعترفوا ويستوعبوا أن ما انكسر لا يمكن إعادته كما كان.
وليتقبلوا الأمر كما هو وليعتبروها تعريفات جديدة فالزواج يكون زواج، والصداقة تكون صداقة، والاخوة تكون اخوة، او فليسموها ما شاءوا وقد تذكرت اغنية ام كلثوم ” وعايزنا نرجع زي زمان … قل الزمان ارجع يا زمان”.
إن الله هو الرحمن الرحيم الذي يغفر الذنوب جميعا ولو كانت مثل زبد البحر ولكن الإنسان القاصر لا يستطيع مجاراة رب العالمين في الغفران ومهما سامح او تظاهر بذلك فهو لا يستطيع ان ينسي نفسه أسباب وآثار المشكلة.
وهل نحن أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب المغازي حديث رقم 3764 قصة مقتل حمزة وإسلام وحشي، وفيها أن وحشياً قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال: “أنت وحشي
”. قلت: نعم. قال: “أنت قتلت حمزة
”. قلت: قد كان من الأمر ما بلغك. قال: ” فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني
” قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج مسيلمة الكذاب. قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة…. إلى آخر القصة وقتله لمسيلمة.