| ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ | |
|
+5البرنسيسة الشبح كاش موني المقنع بدوووري 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بدوووري
مدير المنتدى
عدد الرسائل : 12853 العمر : 41 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الجمعة يونيو 08, 2007 2:29 pm | |
| ارض العجائب ... مكة المكرمة مدينة حرسها الله من الآفات
يعتبر ناصر خسرو أحد أبرز الرحالة المسلمين الذين قاموا برحلات إلى الحج ودوّن يومياته في كتاب مميز باللغة الفارسية. ولد ناصر خسرو علوي لأسرة متوسطة الحال في خراسان عام 394ه، ونشأ سُنياً في بداياته والتحق بخدمة الغزنويين ثم السلاجقة في بلاد فارس، وكان خسرو واسع الاطلاع يقرأ الفلسفة ويناقش آراء الفارابي وابن سينا. كان خسرو أميناً فيما كتبه فإذا رأى في رحلته شيئاً كتب أنه شاهد، أما إذا سمع عن أشياء فيكتب أنه سمعها من الرواة، ووقعت أحداث رحلته بين الأعوام 437هـ /444هـ ، وبدأت من مدينة مرو في خراسان، مروراً بأذربيجان وأرمينيا ثم الشام وفلسطين ومصر التي مكث بها 3 سنوات في كنف الخلفاء الفاطميين ثم إلى الحجاز للمرة الأخيرة ونجد وجنوبي العراق ومنها عاد إلى بلاد فارس وخراسان، ولم يتحدث ناصر خسرو صراحة عن تشيعه، ولكنه كان صاحب مركز ممتاز في مصر الفاطمية؛ حيث حج مرتين في صحبة رسول الخليفة الفاطمي مع أن الحج كان ممنوعاً آنذاك وعاد في المرة الثانية في صحبة أمير مكة.
خرج ناصر خسرو في مصر لأداء فريضة الحج للمرة الأولى عام 439ه في موكب الحج المصري الرسمي، وذكر لنا الإجراءات المتبعة في مصر الفاطمية قبيل الحج؛ فأشار إلى أنه جرت العادة أن يتم قراءة مرسوم الخليفة بالحج في المساجد في منتصف رجب وفيه “ يا معشر المسلمين هلّ موسم الحج، وسيجهز ركب الخليفة كالمعتاد وسيكون معه الجنود والخيل والجمال والزاد”. وذكر ناصر خسرو أنه تتم إعادة قراءة مرسوم الخليفة مرة أخرى في رمضان التالي بحيث يستعد الحجاج ويبدأون في إجراءات السفر في بداية شهر ذي القعدة. وكان موكب الحج المصري يصل إلى مكة المكرمة بعد رحلة تستمر خمسة وعشرين يوماً بحيث يمكثون بها عشرة أيام للراحة، ثم أداء الشعائر، ثم الاستعداد للرحيل عبر رحلة العودة التي تستمر أيضاً خمسة وعشرين يوما.
الحج سراً : ونظراً لمرور بلاد الحجاز عام 439ه بفترة قحط شديد ونقص في الأقوات؛ أصدر الخليفة المستنصر مرسوماً ذكر فيه “أنه ليس من الخير أن يسافر الحجاج إلى الحجاز هذا العام فإن به قحطاً وضيقاً وقد هلك به خلق كثيرون”. ونتيجة لهذا المرسوم فقد تراجع الحجاج المصريون عن أداء فريضة الحج لهذا العام، في الوقت الذي استمر فيه الخليفة في إرسال كسوة الكعبة مرتين في العام المعتاد.
على أن ناصر خسرو انتهز ربما لمكانته المتميزة في البلاط الفاطمي فرصة سفر الكسوة مع وفد السلطان عن طريق بحر القلزم (البحر الأحمر) فسافر معهم وهكذا خرج من القاهرة في أول ذي القعدة ليصل إلى القلزم، ومن هناك رحل على متن إحدى السفن التي عبرت البحر في خمسة عشر يوماً حتى وصل إلى ميناء الجار في الحجاز ثم واصل الجميع رحلتهم براً باتجاه المدينة المنورة في رحلة استمرت لأربعة أيام.
وصف خسرو المدينة، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بها، ومقامه بجوار المنبر، كما أشار أيضاً إلى الروضة الشريفة ما بين قبر الرسول ومنبره. ثم رحل خسرو عن المدينة المنورة باتجاه مكة المكرمة التي وصلها في السادس من ذي الحجة، فنزل مع ركبه عند باب الصفا، ولاحظ حالة القحط الشديد التي حذر منها المرسوم الفاطمي، كما لاحظ أيضاً هجرة المجاورين منها فضلاً عن عدم وفود الحجاج على مكة هذا العام.
وهكذا قام خسرو بأداء حجته الأولى بعد الوقوف على جبل عرفات، ولبث في مكة يومين بعد الحج قبل أن تعود قافلته إلى مصر بعد رحلة استمرت خمسة وسبعين يوماً ليجد في القاهرة العديد من سكان الحجاز الذين هاجروا إلى مصر نتيجة القحط الشديد الذي ضرب بلادهم، فحسبما ذكر خسرو أنه كان بالقاهرة 35 ألف مهاجر من أهل الحجاز، وقام الخليفة الفاطمي المستنصر بكسوتهم وأجرى عليهم الرزق لمدة سنة كاملة. وفيما بعد عندما أمطرت السماء في الحجاز وزال القحط قام الخليفة مرة أخرى بكسوتهم والإغداق عليهم، لكنه أمر هذه المرة بترحيلهم إلى الحجاز.
الحج للمرة الثانية: وفي العام التالي مباشرة 440ه قام خسرو بأداء فريضة الحج للمرة الثانية فذكر استمرار القحط في بلاد الحجاز للعام التالي، وهو ما دعا الخليفة المستنصر إلى إصدار مرسوم في شهر رجب يذكر فيه أنه ليس من الخير للحجاج أن يسافروا لأداء الفريضة هذا العام، وأنه لمن الأفضل لهم أن ينفقوا الأموال على أنفسهم، واستمع الحجاج المصريون لأوامر الخليفة ومكثوا في بلادهم.
غير أن الخليفة الفاطمي استمر في إرسال كسوة الكعبة ومنح أمراء مكة والمدينة الأموال والخيول مرتين في العام. وعهد الخليفة بالكسوة والأموال إلى مبعوثه القاضي عبدالله، من قضاة الشام؛ فخرج معه أيضاً ناصر خسرو من القاهرة إلى القلزم وهكذا استقل الجمع سفينة لتصل ميناء الجار بالحجاز في الخامس والعشرين من ذي القعدة، ومنه تحركوا براً إلى مكة المكرمة.
وهكذا وصل خسرو إلى مكة المكرمة في الثامن من ذي القعدة 440ه ليؤدي فريضة الحج للمرة الثانية، وذكر أنه أثناء عودة الحجاج المغاربة من الحج وبالقرب من المدينة المنورة طلب الأعراب منهم دفع إتاوة، فنشب القتال بينهم وقتل من الحجاج المغاربة حوالي ألفي رجل.
وقائع ومشاهدات: ويذكر خسرو أنه خلال حجته الثانية رأى جماعة من حجاج خراسان الذين وصلوا إلى المدينة المنورة في السادس من ذي الحجة، وشعروا بأنهم سوف يتأخرون عن موعد الحج، فعرضوا على بعض الأعراب دفع أربعين ديناراً على كل حاج إذا ما استطاعوا نقلهم بسرعة إلى مكة خلال الأيام الثلاثة الباقية للحاق بالحج، وبالفعل نجح الأعراب في مهمتهم تلك عبر شد وثاق الحجاج الخراسانيين في جمال سريعة فوصلوا إلى عرفات في يومين ونصف اليوم؛ ونتيجة لذلك مات اثنان من الحجاج على إثر ربطهما بالجمال السريعة، بينما شارف أربعة منهم على الهلاك حين وصولهم إلى عرفات عصراً فكانوا لا يستطيعون الوقوف أو الكلام. ويحكي ناصر خسرو أنه بعد انتهائه من أداء فريضة الحج للمرة الثانية عاد إلى مصر برفقة أمير مكة الذي كان يدفع له الخليفة مبلغاً مالياً لقرابته من الحسين بن علي رضي الله عنه.
إلى خراسان عبر مصر: بعد أن مكث خسرو في مصر عاماً آخر قرر الرجوع إلى وطنه خراسان عبر مكة المكرمة حتى يقوم بأداء حجته الأخيرة، وبعد أن حضر عيد الأضحى بالقاهرة عام 441ه تحرك ركبه إلى الصعيد ليمر ببلدان أسيوط وقوص وأخميم وأسوان، ليروي لنا الكثير عن هذه المدن إلى أن وصل ركبه إلى ميناء عيذاب على بحر القلزم في ربيع الأول 442ه، ووصف المدينة بأن لها مسجداً كبيراً، ومنها تحصل المكوس على السلع والبضائع على متن السفن القادمة من الحبشة وزنجبار واليمن، ومنها تنقل البضائع براً إلى أسوان حيث يتم نقلها في نهر النيل إلى أسواق القاهرة.
وصل خسرو من عيذاب إلى مدينة جدة حيث وصف مساجدها وأسواقها وذكر تبعيتها لإمارة مكة التي وصلها في جمادى الآخرة، وذكر وصول العديد من المعتمرين من بلاد الحجاز واليمن إلى مكة في أول رجب، وذكر أنهم يحضرون إليها 3 مرات في العام للاعتمار وأداء الحج لقرب بلادهم منها.
بعد ذلك يصف ناصر خسرو مدينة مكة المكرمة مساجدها، وأسواقها، وحماماتها ودورها وإمدادات المياه بها، ثم وصف المسجد الحرام بالتفصيل طوله وعرضه، وعدد أعمدته وأبوابه، وذكر أنه يقع وسط مكة كما وصف الحجر الأسود، وباب الكعبة وارتفاعه وما كتب عليه “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة”. كما وصف الكعبة المشرفة من الداخل وكسوتها البيضاء والميزاب ومقام إبراهيم عليه السلام، وبئر زمزم وسقاية الحجاج.
وذكر امتياز قبيلة بني شيبة بحفظ مفتاح باب الكعبة ؛ وهو الأمر الذي ذكره فيما بعد ابن جبير في القرن 6هـ، وابن بطوطة في القرن 14هـ، وذكر أنهم يقومون بفتح باب الكعبة أيام الإثنين والخميس والجمعة من شهور شعبان ورمضان وشوال قبل أن يغلق مع مجيء شهر ذي القعدة.
الحجة الأخيرة: قام ناصر خسرو بأداء حجته الأخيرة عام 442ه، ثم نزل مع ركبه من عرفات إلى مزدلفة حيث قضى الحجاج ليلة العيد ثم قاموا بصلاة الفجر، وعند طلوع الشمس توجهوا إلى منى حيث التضحية ورمي الجمرات. ثم عاد الحاج خسرو علوي إلى مكة فمكث بها عدة أيام حتى العشرين من ذي الحجة عندما رحل عنها إلى الطائف واليمامة والإحساء ثم العراق حيث رحلة العودة إلى موطنه في بلاد فارس.
العودة إلى فارس: والآن أعود إلى وطني من مصر عن طريق مكة حرسها الله تعالى من الآفات أقول: أديت صلاة العيد في القاهرة وغادرت مصر في سفينة يوم الثلاثاء الرابع عشر من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ابريل واتجهنا نحو الصعيد الأعلى وهو ولاية مصرية في الجنوب يأتي منها ماء النيل إلى مصر وأكثر رغدها منه وهناك على ضفتي النيل كثير من المدن والقرى يطول وصفها.
وبلغنا مدينة تسمى أسيوط : يزرع فيها الأفيون وهو الخشخاش وحبه أسود حين تنمو الشجرة تكسر ويربط كيس في موضع الكسر فيخرج منه عصير يشبه اللبن فيجمعونه ويحفظونه وهو الأفيون وبذور هذا الخشخاش صغيرة مثل الكمون. وينسجون في أسيوط عمائم من صوف الخراف لا مثيل لها في العالم والصوف الدقيق الذي يصدر إلى بلاد العجم والمسمى الصوف المصري كله من الصعيد الأعلى لأنهم لا ينتجون الصوف بمدينة مصر نفسها. ورأيت في أسيوط فوطة من صوف الغنم لم أر مثلها في لهاور أو ملتان وهي من الرقة بحيث تحسبها حريراً.
ومن هناك بلغنا مدينة تسمى قوص: رأيت فيها أبنية عظيمة من الحجارة تبعث على العجب في نفس من يراها وهي مدينة قديمة محاطة بسور من الحجر وأكثر أبنيتها من الحجارة الكبيرة والعجيب أنه ليس على مسافة عشرة أو خمسة عشر فرسخاً منها جبل أو محجر فمن أين وكيف نقلوا هذه الحجارة؟
ومن قوص بلغت مدينة تسمى إخميم : وهي مدينة واسعة عامرة رجالها أشداء لها سور حصين وبها نخل وبساتين كثيرة وقد أقمت بها عشرين يوماً وفي هذه الجهة طريقان أحدهما صحراوي لا ماء فيه والثاني طريق النيل وقد ترددنا أي الطريقين نسلك وأخيراً سرنا في طريق النيل وبلغنا مدينة أسوان.
الوصول إلى عيذاب: وفي العشرين من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة أغسطس بلغنا مدينة عيذاب ومن أسوان حتى عيذاب التي بلغناها بعد خمسة عشر يوماً مائتا فرسخ بالتحديد ومدينة عيذاب هذه تقع على شاطئ البحر وبها مسجد جمعة وسكانها خمسمائة وهي تابعة لسلطان مصر وفيها تحصل المكوس على ما في السفن الوافدة من الحبشة وزنجبار واليمن ومنها تنقل البضائع على الإبل إلى أسوان في هذه الصحراء التي اجتزناها ومن هناك تنقل بالسفن إلى مصر في النيل.
وعلى يمين عيذاب ناحية القبلة جبل من خلفه صحراء عظيمة بها مراع واسعة وخلق كثيرون يسمون البجة وهم قوم لا دين لهم ولا ملة لا يؤمنون بنبي أو إمام وذلك لبعدهم عن العمران وهم يسكنون الصحراء طولها أكثر من ألف فرسخ وعرضها ثلاثمائة فرسخ وليس في هذه المسافة الشاسعة سوى مدينتين صغيرتين تسمى الأولى بحر النعام والثانية عيذاب وتمتد هذه الصحراء من مصر إلى الحبشة وذلك من الشمال إلى الجنوب وعرضها من بلاد النوبة حتى بحر القلزم وذلك من الغرب إلى الشرق ويقيم بها البجة وهم ليسوا أشراراً فهم لا يسرقون ولا يغيرون بل يشتغلون بتربية ماشيتهم.
وبحر القلزم خليج يتفرع من المحيط عند ولاية عدن ويسير شمالاً حتى مدينة القلزم الصغيرة ويسمى هذا البحر بكل مدينة تقع عليه فمرة يسمى القلزم ومرة عيذاب ومرة بحر النعام وقيل إن به أكثر من ثلاثمائة جزيرة تأتي السفن منها محملة بالزيت والكشك وقيل إن هناك بقراً وخرافاً كثيرة والناس هناك مسلمون بعضهم تابع لمصر وبعضهم لليمن وليس في مدينة عيذاب الصغيرة غير ماء المطر فلا بئر فيها ولا عين فإذا لم تمطر السماء أحضر البجة الماء وباعوه وقد بقينا هناك ثلاثة أشهر.
الوصول إلى بيت الله: بلغنا مكة في يوم الأحد السادس من ذي الحجة ونزلنا عند باب الصفا وكان بمكة قحط فكانت الأربعة أمنان من الخبز بدينار نيسابوري وقد هاجر منها المجاورون ولم يفد عليها حاج من أي بلد وقد أدينا فريضة الحج لله الحق سبحانه و تعالى يوم الأربعاء في عرفات ولبثنا بمكة يومين، وقد خرج من الحجاز خلق كثير مما أصابهم من الجوع والفقر وتفرقوا في البلاد.
المغادرة: ثم توجهنا ناحية مصر فبلغناها بعد خمسة وسبعين يوماً وقد هاجر إليها من الحجاز في هذا العام خمسة وثلاثون ألف آدمي، فكساهم السلطان وأجرى عليهم الرزق سنة كاملة وقد كانوا جميعاً جائعين عرايا، ولما أمطرت السماء في بلادهم وكثر فيها الطعام كساهم السلطان صغيرهم وكبيرهم وأغدق عليهم الصلات ثم رحلهم إلى الحجاز.
وفي شهر رجب سنة أربعين وأربعمائة ديسمبر قرأوا على الناس مرة أخرى مثالاً للسلطان بان في الحجاز قحطاً وليس من الخير أن يسافر الحجاج فلينفقوا المال على أنفسهم وليفعلوا ما أمر الله به. وفي هذه السنة أيضاً لم يسافر الحجاج، ولكن السلطان لم يقصر البتة في إرسال ما كان يرسله كل سنة من الكسوة وأجور الخدم والحاشية وأمراء مكة والمدينة وصلة أمير مكة، وقد كانت ثلاثة آلاف دينار في الشهر، وكانت ترسل إليه الخيول والخلع مرتين في السنة. وعهد بهذا في هذه السنة إلى رجل اسمه القاضي عبدالله من قضاة الشام وقد ذهبت معه من طريق القلزم وقد بلغت السفينة الجار في الخامس والعشرين من ذي القعدة وكان موعد الحج قد قرب كثيراً وكان الجمل يؤجر بخمسة دنانير فذهبنا مسرعين.
بلوغ مكة مجدداً: بلغت مكة في الثامن من ذي الحجة وأديت فريضة الحج بعون الله سبحانه وتعالى، وقد حدث أن قافلة عظيمة أتت للحج من بلاد المغرب، وفي أثناء عودة حجاجها عند باب المدينة المنورة طلب العرب الخفارة منهم، فقامت الحرب بينهم وقتل من المغاربة أكثر من ألفي رجل ولم يعد كثير منهم إلى المغرب. وفي هذه الحجة أيضاً قامت جماعة من أهل خراسان عن طريق الشام ومصر فبلغوا المدينة في سفينة، وقد بقي عليهم أن يقطعوا مائة فرسخ وأربعة حتى عرفات وهم في السادس من ذي الحجة، فقالوا إن كلا منا يدفع أربعين ديناراً لمن يرحلنا إلى مكة في هذه الأيام الثلاثة الباقية لنلحق الحج فجاء الأعراب وأوصلوهم إلى عرفات في يومين ونصف اليوم وأخذوا أجورهم ذهباً.
وصف مك: تقع مكة بين جبال عالية ولا ترى من بعيد من أي جانب يقصدها السائر وأقرب جبل منها هو جبل أبي قبيس وهو مستدير كالقبة لو رمي سهم من أسفله لبلغ قمته، وهو شرقي مكة فترى الشمس من داخل المسجد الحرام وهي تشرق من فوقه في شهر ديسمبر وقد نصب على قمته برج من الحجر يقال إن إبراهيم عليه السلام رفعه عليه.
وتشغل هذه المدينة الوادي الذي بين الجبال، والذي لا تزيد مساحته على رمية سهمين في مثلها، والمسجد الحرام وسط هذا الوادي ومن حوله مكة والشوارع والأسواق، وحيثما وجدت ثغرة بين الجبال سدت بسور قوي وضعت عليه بوابة. وليس بمكة شجر أبداً إلا عند الباب الغربي للمسجد الحرام المسمى باب إبراهيم حيث يوجد كثير من الشجر الكبير الذي يرتفع على حافة البئر. وعند الجانب الشرقي للمسجد سوق تمتد من الجنوب إلى الشمال وفي أولها ناحية الجنوب جبل أبي قبيس الذي تقع الصفا على سفحه، وتبدو على هذا السفح درجات كبيرة من الحجارة المستوية التي يصعد الحجاج عليها ويدعون ربهم، والمروة في نهاية السوق شمالي الجبل وهي أقل ارتفاعاً في وسط مكة، وقد شيدت عليها منازل كثيرة.
وما يسمى السعي بين الصفا والمروة هو المسعى في هذه السوق من أولها لآخرها، ويجد من يرغب العمرة وهو آت من بعيد أبراجاً ومساجد على مسافة نصف فرسخ حول مكة فيحرم منها للعمرة، والإحرام هو نزع الملابس المخيطة من على الجسد وشد المحرم وسطه بإزار ولف جسده بإزار أو وشاح آخر، وصياحه بصوت عال أن لبيك اللهم لبيك، ثم يسير نحو مكة فإذا أراد حاج أن يعتمر وهو بمكة فإنه يذهب إلى تلك الأبراج ويرتدي ثوب الإحرام ويهتف لبيك ويدخل مكة بنية العمرة، فحين يبلغ مكة يدخل المسجد الحرام ويسير نحو الكعبة ثم يطوف ناحية اليمين بحيث تكون هذه على يساره، ويتوجه إلى الركن الذي به الحجر الأسود فيقبله ثم يمضي ويستمر في الطواف حتى يعود إلى الحجر الأسود مرة أخرى فيقبله، وبهذا يكون قد أتم طوفة واحدة، وعلى هذا النحو يطوف سبع مرات ثلاثاً منها بسرعة وأربعاً على مهل.
سمكة تبتلع جملاً: حكى لي رجل أعتمد على قوله من مدينة عيذاب قال كنت في سفينة محملة بالجمال لأمير مكة فمات جمل منها فرموه في البحر فابتلعته سمكة في الحال ولم يبق خارج فمها غير رجله فجاءت سمكة أخرى وابتلعت هذه السمكة بالجمل ولم يظهر عليها أي أثر من ذلك ويسمى هذا السمك بالقرش، ورأيت في هذه المدينة جلد سمك يسمونه في خراسان الشفق ويظنون انه نوع من الضب ولكني رأيت في عيذاب أنه سمك وله كل ما للسمك من زعانف.
وحينما كنت في أسوان كان لي صديق ذكرت اسمه قبلاً وهو أبو عبدالله محمد بن فليج فلما ذهبت من هناك إلى عيذاب كتب من إخلاصه لي لوكيله بها كتاباً يقول فيه أعط ناصراً ما يريد وهو يعطيك صكاً للحساب، فلما بقيت بها ثلاثة أشهر وأنفقت ما معي اضطررت أن أعطي هذه الورقة للوكيل فأكرمني وقال إن له والله لدي أشياء كثيرة وإني معطيك ما تريد وأعطاني صكاً به فتعجبت من حسن صنع هذا الرجل محمد بن فليج الذي أظهر كل هذه الطيبة بغير سابقة مني إليه، ولو كنت رجلاً دنيئاً واستحللت لنفسي أن آخذ لأخذت بهذه الورقة أشياء كثيرة، وقد أخذت منه مائة من من الدقيق وهو مقدار كبير هناك وأعطيته صكاً به أرسله إلى أسوان.
وقبل رحيلي من عيذاب ورد خطاب من محمد فليج لوكيله يقول فيه أعط ناصراً كل ما يريد مهما تكن قيمته مما لي عندك وإذا أراد فأعطه من مالك وأنا أعطيك عوضاً عنه فقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه المؤمن لا يكون محتشماً ولا مغتنماً. وقد كتبت هذا الخبر حتى يعرف القارئ أن الرجل يعتمد على الرجل، وأن الكرم في كل مكان وأن أهله كانوا وسيكونون دائما.
عدل سابقا من قبل في الجمعة يونيو 08, 2007 2:58 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
المقنع
عضو VIP
عدد الرسائل : 3002 الموقع : مدينة رسول الله تاريخ التسجيل : 21/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الجمعة يونيو 08, 2007 2:32 pm | |
| | |
|
| |
بدوووري
مدير المنتدى
عدد الرسائل : 12853 العمر : 41 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الجمعة يونيو 08, 2007 10:15 pm | |
| | |
|
| |
المقنع
عضو VIP
عدد الرسائل : 3002 الموقع : مدينة رسول الله تاريخ التسجيل : 21/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ السبت يونيو 09, 2007 2:35 pm | |
| | |
|
| |
كاش موني
عضو فضي
عدد الرسائل : 500 العمر : 49 الموقع : جده العمل/الترفيه : بزنس مان تاريخ التسجيل : 31/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الخميس يونيو 14, 2007 6:01 pm | |
| بارك الله فيك.. سلمت يداك أخي الغالي ولاحرمنا من فيض حروفك الرائعة بإنتظار مشاركاتك القادمة دمت بخير | |
|
| |
بدوووري
مدير المنتدى
عدد الرسائل : 12853 العمر : 41 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الجمعة يونيو 15, 2007 12:56 pm | |
|
شكرا على مرورك اخي(كاش موني) ولا يحرمنا من ردودك الرائعة
| |
|
| |
الشبح
عضو ذهبي
عدد الرسائل : 1560 العمر : 45 الموقع : في الخيال تاريخ التسجيل : 31/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الجمعة يونيو 15, 2007 7:18 pm | |
| اللهم فرج هم المهمومين .... آمين بوركت أخي بدوررري | |
|
| |
البرنسيسة
مدير المنتدى
عدد الرسائل : 3376 الموقع : طيبة الطيبة تاريخ التسجيل : 05/06/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الأحد يونيو 17, 2007 12:29 am | |
| | |
|
| |
بدوووري
مدير المنتدى
عدد الرسائل : 12853 العمر : 41 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الأربعاء يونيو 20, 2007 4:31 pm | |
| | |
|
| |
إبن سينا
مشرف
عدد الرسائل : 748 العمر : 55 الموقع : المدينة النبوية الحالة : طبيب تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الخميس يونيو 21, 2007 1:47 am | |
| بارك الله فيك وجزاك ربي كل خير
أسأل الله تعالى أن يجعلنا
ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
دمت بألف خير | |
|
| |
بدوووري
مدير المنتدى
عدد الرسائل : 12853 العمر : 41 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ السبت يونيو 23, 2007 1:35 am | |
| | |
|
| |
فتى عروة
عضو ذهبي
عدد الرسائل : 1252 العمر : 42 الموقع : جنب سيل عروة العمل/الترفيه : ألقط رزقي تاريخ التسجيل : 20/06/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الإثنين يونيو 25, 2007 7:51 pm | |
| جزاك الله خيرا وبار ك فيك على الموضوع الهام | |
|
| |
بدوووري
مدير المنتدى
عدد الرسائل : 12853 العمر : 41 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الثلاثاء يونيو 26, 2007 12:54 am | |
| فتى عروة اشكرك على المرور المميز | |
|
| |
الإمبراطور
مشرف
عدد الرسائل : 998 العمر : 42 الموقع : جده الحالة : رجل أعمال تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الأربعاء يونيو 27, 2007 4:03 am | |
| | |
|
| |
محمد الأنصاري
عضو نشيط
عدد الرسائل : 304 العمر : 38 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 10/07/2007
| موضوع: رد: ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ الإثنين يوليو 16, 2007 8:23 pm | |
| جزاك الله خير الجزاء
على هذه المعلومة القيمة
أخي الكريم
بارك الله فيك وتقبل صالح أعمالك
دمت بكل إحترام وتقدير
| |
|
| |
| ~*¤ô§ô¤*~ أللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيما ~*¤ô§ô¤*~ | |
|