ّ¤؛°`° شباب تجمعهم الحماسة وتفصلهم الأهداف °`°؛¤ّ

وليس مستغرباً أن يطالب هؤلاء بنصيب أوسع في المشاركة بالأفكار في المشاريع والبرمجيات التي تستخدم تقنية المعلومات والإتصالات من خلال مؤتمر دولي استضافته جنيف نهاية الشهر الماضي.

لم يكن المقصود من مشاركة الشباب رغبتهم في الحصول على المزيد من الامتيازات التقنية، بل التعرف الى كيفية تطبيق المتاح منها حالياً والإفادة منها في مجالات متعددة مثل التعليم عن بعد ونقل التقنية في مجالات التنمية والتواصل في ما بينهم لحل المشكلات ذات الاهتمام المشترك وكيفية تفعيل المشاركة الحيوية فيها.

وأكثر من ذلك، طالب فريق منهم علماء النفس والاجتماع بوضع تصورات لتأثير هذه الثورة التي لا تتوقف في حياتهم مستقبلاً، وكيف ستتغير عما هي عليه اليوم بفضل تقنية المعلومات والاتصالات، فشباب اليوم هم في موقع المسؤولية غداً، وهم المستهلكون والمطورون، لذا يجب الاستماع إليهم.

600 شاب وفتاة من مختلف بقاع الأرض، جمعتهم الرغبة في وضع بصماتهم على تقنية المعلومات والاتصالات. ليس كمخترعين، وإنما كمستخدمين يدركون أنها أصبحت جزءاً لا ينفصل عن حياتهم اليومية، بل أيضاً ستشكل عصب الحياة في المستقبل.

«التحالف العالمي لتقنية المعلومات» الذي نظم هذا المؤتمر، قال في أسباب دعمه له إن العالم اليوم أصبح يسير في تيار معولم جارف، كما أن «غالبية المنظمات الشبابية التي حضرت أظهرت رغبة كبيرة في تطويع هذه الإمكانات المتطورة، لتساعد في عمليات التنمية كي يستفيد منها نظرائها في الدول النامية والأكثر فقراً».

الأفكار التي تناولها المؤتمر بجلساته المتعددة تمس الحياة العملية للشباب، لكنها بالطبع كانت متفاوتة بحسب المستوى المعيشي، ما يكشف عن حجم الهوة الكبيرة بين أحلام الفقراء وطموحات الأثرياء.

فعلى سبيل المثال كانت هناك مناقشة حول كيفية الاستفادة من تقنية المعلومات في القضاء على البطالة، ورأى بعض المشاركين من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ضرورة وضع قواعد بيانات واسعة حول فرص العمل المتاحة في العالم وكيفية الالتحاق بها، على أن تكون هذه الخدمة متاحة مجاناً لجميع الشباب في العالم.

كما اقترحت مجموعة أخرى من الشباب وضع برامج تدريبية على شبكة الإنترنت لتطوير المواهب والخبرات، لتواكب متطلبات سوق العمل، أما الهاجس الأهم الذي كان حاضراً بإلحاح لدى وفود الشباب من الدول النامية، هو كيفية إتاحة الدخول إلى المراجع العلمية والمكتبات المتخصصة مجاناً، وذلك للتغلب على ارتفاع أسعار المراجع والدوريات العلمية التي لا يتمكن الكثيرون من طلبة الدول النامية من الوصول إليها.

في المقابل، اهتم الشباب المشاركون من الدول الغنية بكيفية الاستفادة من ثورة الاتصالات والمعلومات تلك في حض المراهقين على المشاركة في الحياة السياسية، بعد أن لوحظ تراجع كبير في اهتمامهم بها، تمثل في عدم الإقبال على الانتخابات والاستفتاءات والمشاركة في الحياة الحزبية.

ويرى الشباب من غرب أوروبا تحديداً أن نظرة واقعية على قائمة أعضاء الأحزاب السياسية في أوروبا تكشف عن وجود تراجع شديد في الإقبال على عضوية الأحزاب، إما نتيجة عدم الثقة بها، أو الانشغال بأشياء أخرى بعيداً من السياسة. ومن شأن تقنية الاتصالات والمعلومات أن تحفز الشباب على العودة مرة أخرى إلى هذا المضمار من خلال المشاركات الفعالة في منتديات الحوار أو باستخدام الوسائط المتعددة للتعبير عن مشكلاتهم وأفكارهم التي يطرحونها كحلول.

الجانب الآخر الذي كشف عنه شباب الغرب، كان الرغبة في معرفة كيفية تطبيق ثورة المعلوماتية والاتصالات في ردم الهوة الاجتماعية للتغلب على النزعة الفردية التي تعيش فيها المجتمعات الأوروبية في شكل عام، واقترح بعض الشباب تشكيل مجموعات تتعاون في إنشاء مجتمعات افتراضية تشجع على التواصل من خلال شبكة الإنترنت التي باتت منتشرة بصورة عادية في الغرب، ولم يعد هناك عائق أمام استخدامها من قبل العامة.

ويعتقد مؤيدو هذا المشروع أن هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف المفاهيم التقليدية للتفاعل الاجتماعي، مثل الزيارة الودية وعيادة المريض واللقاء لتناول كوب من الشاي أو فنجان من القهوة، مع الأخذ في الاعتبار وجود الإنترنت والهاتف النقال في شكل لصيق في الحياة اليومية.

تميز هذا المؤتمر بقدر كبير من الطموح والرغبة في تحقيق أحلام كبيرة، ولكن هل يمكن لشباب اليوم أن يحاربوا الفقر وينتصروا للعدالة الاجتماعية وقيم المساواة والتسامح ومكافحة العنصرية عندما يصلون إلى مناصب سياسية واقتصادية مهمة؟ أم ان الأجندات السياسية والحسابات الاقتصادية ستبقى دائماً تحرك الخيوط من وراء الستار وترسم المشهد العالمي وفق ما تريد لتبقى طموحات الشباب تلك مجرد أحلام تتوارثها أجيال متتالية إلى حين إشعار آخر؟