يحس كل مسلم في رمضان روحانية خاصة.
حتى الغلاة والعصاة ترق قلوبهم ويزهدون في غواياتهم ويشرعون عبادات ما اعتادوا عليها من ذكر وصلاة وقرآن وغيرها.
السر في ذلك أن الله أعانهم بتصفيد الشياطين ، أي سجنهم وتكبيلهم. فلا يبقى للمرء من نوازع الإغواء إلا نفسه الأمارة بالسوء. فينتقل إلى حال خير من حاله قبل رمضان. أما من ينجح في الانتصار على نفسه فله الفوز الكبير في ختامه.
والأرجح أن مسلمي اليوم أكثر أجراً من العصور السابقة لما تحيطهم به الظروف من مغريات فريدة وحصار إغوائي محكم يجعل الخروج منه والانتصار عليه أمراً بالغ الصعوبة مستلزماً إرادة قوية وعزيمة صادقة وسمواً فوق المغويات الرخيصة.
لذا يستحقون من الأجر أعظمه ومن الثواب أجزله . وقديماً قيل (على قدر أهل العزم تأتي العزائم).
وماهي الا أيام تنتهي ومن ثم نرد للوضع كما كان سابقاً .. فالعزيمة هي حقنة مؤقته وفي بعض الأحيان لا تلبث الساعات الأولى من هذا الشهر تمضي الا وتسمع وترى ما لم تسمعه قبل شهر الغفران !!
( العزايم) في الولائم .. لنغتنم وليمة الصيام فهي أفضل الغنائم والتي تصفي نفوسنا من الرجس وكروشنا من الأوزان (الرز) وعقولنا من الفكر الهدام وألسنتنا من اللفظ الباطل وأيادينا من عمل الحرام