إني أرقب تقاليد الغرب في شأن المرأة بالسخط والإنكار،فإنها عين حمئة تفيض على أقطار الأرض بشتى المبادل وأنواع الرذائل،فهي ترى المرأة جسدا للمتعة وقضاء الوطر فحسب،وفي سبيل ذلك لم تعد العلاقات الحرام نزوة عابرة،بل أصبحت تسري كالسرطان الخبيث في الجسم المتهالك قد تطاير شررها وطورها الشيطان تطورا واسع الأرجاء،
والقوم هناك خرجوا عن مقررات الفطرة وهتكوا لوازم الفضيلة،فلم يعد يضبطهم خلق ولا يحكمهم دين،فهم ماضون يكرعون من الشهوات إلى أبعد الحدود،لكن هل حال المرأة في الشرق يعد سائغا؟
إن تقاليد الغرب في شأن المرأة وإن وصفت بأنها لاشرف لها،فإن تقاليد الشرق لاعقل لها،
ذلك أن العالم الإسلامي لازال أبناؤه ينظرون إلى المرأة نظرة تحكمها ملابسات نفسية ولا ينظرون إليها على أساس النصوص الشرعية،خذ مثلا صلاة المرأة في المسجد،فقد روى عبد الله بن عمر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم( لاتمنعوا إماء الله مساجد الله)،فقال إبنه معترضا التوجيه النبوي،إذن يتخذنه دغلا-أي مهربا لإقتراف المفاسد-والله لمنعهن،فوكز عبد الله إبنه في صدره،وأشتد عليه غضبه،وقال:أقول قال رسول الله وتقول لا،وقاطعه إلى آخر حياته،والغريب أن العالم الإسلامي لم يكترث لرواية إبن عمر على صحتها وتبع رأي الولد السيئ الأدب،وإذا كان الأباء في الجاهلية قد وأدوا المرأة ماديا،فإنه هناك أشخاص يريدون أن يئدوها معنويا،إذ تجد من يقول لك إن القرآن رجح الذكورة على الأنوثة ويسوق لزعمه قوله تعالى( وليس الذكر كالأنثى) وقطع النص عن سباقه وسياقه شنشنة من به عاهة عقلية،فما شأن الذكورة والأنوثة هنا؟إن امرأة ذات دين وخلق خير وأرجح من ذي لحية كفور،
إن الآية توضح أن هناك وظائف تخص النساء وأخرى تخص الرجال،ولا علاقة لهذه التخصصات بموازين العدل والفضل الإلهي،
ومنهم من يسوق في المرأة قوله تعالى( كل على مولاه أينما توجهه لايأت بخير)،والآية تتناول من عجز عن العطاء وحرم المواهب رجلا كان أو امرأة،لكن جنون أهل البطالة العقلية فنون!
إننا بلاشك نأبى هذه الأفهام العوجاء،فإلى متى نسمح لأناس يكذبون على الأرض والسماء باسم الدين.