شهر الصيام ..

الأيام لاتلبث على حال، واليوم والنهار لايزالان يعملان فينا عملا خلقتا لهما، وهما دائما في تعاقب، وتمر علينا الأشهر والسنين، فهاهو رمضان شهر اليمن والبركات شهر الخيرات والنفحات يقبل علينا، بعد ما مضى عنا مودعا في العام الماضي، وفي هذا عبرة للمعتبر، وفكرة للمتفكر، كيف لا وفيه من عبر انصرام الأيام والسنين مافيه، والسلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يعدون العدة لرمضان، يعدون العدة كي يتاجروا في سوق ليس لها إلا نتيجة واحدة، وهي الربح، والذين يتاجرون معه تعهد لهم بذلك وتكفل بأن يضاعف لهم أضعافا مضاعفة، لاطاقة للعاقل الحكيم إلا أن يقبلها ويقبل على هذه المتاجرة بروح عالية، وبنفس عظيمة وهمة اكبر وأكبر، كيف لا وفي هذا الشهر تضاعف الحسنات أضعافا مضاعفة، ويصير العمل القليل بفضل الله تعالى كالجبال الراسية، في الحسنات، والمنعم المتفضل بكل هذا على عباده هو الولي الحميد العزيز الحكيم. فما ينبغي أن نشكر لله تعالى عليه أولا أن مَنَّ علينا وأطال في عمرنا كي نصل إلى هذا الشهر الفضيل الذي قال فيه خير البرية -عليه الصلاة والسلام- لوعلمتم مافي رمضان لتمنيتم أن يكون العام كله"، ولكن كيف يكون شكرنا لهذه النعم؟ هل بالتفاخر في الموائد؟!! أم في كثرة مايلقي في أكياس القمامة؟!! أم بكثرة السهر واللعب واللهو؟!! وكأن هذا الشهر الفضيل ماجعل إلا لهذا!! إن السلف الصالح الذين فهموا المعنى الصحيح للصيام، وأدركوا مغزاه، وعرفوا كفية الاستغلال الأمثل له طبعا كانوا هم أهل السبق والفضل، وهم الذين بارك الله لهم في أعمارهم وفي أوقاتهم وفي أرزاقهم، لماذا؟ لأن طاعة الله تبارك هي التي تبارك في الرزق وتنميه لأن الله هو الذي تكفل بالرزق وليس في حاجة لأي أحد من خلقه، قال الله تعالى: "وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين".
فها نحن كل سنة يمر علينا الشهر الفضيل، ولكن ما الفائدة التي كنا نخرج منها من كل رمضان مر علينا؟

۩۞۩ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ۩۞۩

جزاكم الله خيرا بأن يمن عليكم بالجنة ورؤية وجهه الكريم

جزاكم الله خيرا بأن يبارك في رزقكم رب العالمين

اثابكم الله على الموضوع وجعله في موازين حسناتكم

تقبلوا تحياتى

(ミ♡彡البرنسيسهミ♡彡)