غياب الوعي لدى القيادات النسائية يزيد من تأثير الشائعة

غياب الوعي لدى القيادات النسائية يزيد من تأثير الشائعة في العمل

دعوة لتدريب المديرات على فن التعامل مع الشائعات المؤثرة في إنتاجية الموظفات

غياب الوعي لدى القيادات النسائية يزيد من تأثير الشائعة 96171

طالب مستشارون في علم الإدارة والإعلام بتدريب المديرات وصاحبات الأعمال على التعامل مع الإشاعات وكيفية الحد منها بين الموظفات العاملات في الأقسام النسائية، والتي أصبحت تؤثر في مستوى إنتاجية الموظفات.
وقال المتخصصون إن بيئة العمل النسائية تساعد على انتشار الشائعة وترويجها وهو ما يؤثر في الإنتاجية وأداء العاملات، مشيرا إلى أن غالبية المسؤولات يجهلن طرق التعامل مع الشائعة كما أنهن غير ملمات بأهمية البيانات الشهرية أو الأسبوعية التي تصدر عن المؤسسة والتي هي بمثابة الرد العملي على أي شائعة.
وتابعت" معظم وقت الموظفات يضيع في تداول آخر أخبار زيادة الرواتب أو الترقيات الجديدة أو التغييرات الإدارية وهو ما يؤثر سلبا في عملهن خصوصا أن المسؤولات غير ملمات بكيفية الحد من تلك الأحاديث قبل انتشارها بين الموظفات، كأيهن أكثر مساعدة على انتشار الشائعات ببيئة العمل.
من جانبه أشار عبد الله بن عبد اللطيف العقيل، المستشار والخبير الإداري إلى أن الجميع يعرف أن الشائعات تنتشر في البيئات النسائية أو التي يعمل بها قطاع كبير من النساء، أكثر من تلك الرجالية ويرجع السبب إلى حب المرأة وتمتعها عموماً بنشر الأخبار و"السواليف"، لأسباب سيولوجية.
وقال" ما يزيد الأمر سوءاً هو غياب الوعي لدى القيادات في تلك الشركات النسائية ومن العناصر النسائية من تتعامل مع الشائعات بأسلوب يجعل كفاءة العمل لا تنقص للقضاء على الشائعات وتهيئة بيئة صحية متميزة شفافة لا مكان للشائعات فيها".
من ناحيته يرى الدكتور محمد بن سليمان الأحمد عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، أن الشائعة هي نتيجة معادلة رياضية لضرب درجة الغموض في درجة الأهمية فكلما زادت الأهمية وكان الموضوع غامضا زادت قوة الشائعة, أما لو كانت درجة أهمية الموضوع صفرا وليس غامضا فلا وجود لشائعة فيه.
وتنتشر الشائعة وفق رأي الدكتور الأحمد عندما تدور الأحاديث بين الأفراد والموظفين ولا يصدر بيان من الشركة أو المؤسسة ينفي أو يوضح تلك الأحاديث ضاربا أقرب مثال بالشائعة التي تقول إن اليوم إجازة لأنه يقع بين يومي إجازة وهو ما نفته الخدمة المدنية إضافة لحادثة الموظف "أ" الذي لم يجد الموظف "ب" في مكتبه وبسؤال الموظف "ج" و"د" وتتابعا وصل الأمر إلى غيابه بسبب مرض إلى وفاته مع أنه كان غير موجود على مكتبه لدقيقة فقط.
وقال الأحمد" يتعين على المديرين وأصحاب الأعمال في الشركات إصدار مثل تلك البيانات وتوزيعها على الموظفين وهذا ما لا يحدث غالبا في المنشآت النسائية لافتقادها إدارة خاصة في الإعلام".
ويفرق الدكتور محمد في حديثه بين الشائعة التي تتدخل في نطاق العمل فهذه من مسؤولية الإدارة توضيحها أما الشائعات الشخصية للموظفين على غرار هذا تزوج وآخر طلق فهنا يقع العبء على الفرد نفسه قائلا إن الشائعات تكون أحيانا وسيلة للحرب بين الشركات والدول، مبينا أن هناك شركات جيدة وناجحة تقفل أو يتركها موظفوها بسبب شائعة لا صحة لها وهذا ما يجب أن تدرب الإدارات النسائية على التعامل معه لأن الموظفات أكثر تداولا للأحاديث ومن ثم الشائعات من الموظفين وبالتالي يزيد خطر تأثير الشائعة في إنتاجية العمل وكفاءته.
وشدد أستاذ الإعلام على أهمية توعية المديرات بأهمية وجود علاقة خاصة بالإعلام وضرورة إصدار نشرة أسبوعية أو شهرية على أقل تقدير وإعطاء المعلومات الخاصة بالشركة أول بأول من الترقيات الجدية أو أخبار النقل أو زيادة الرواتب.
ويقول صفوق العنزي، خبير في الموارد البشرية، إن جميع القيادات الإدارية تعرف خطر انتشار الشائعة في مكان العمل بدءا من الشعور بالتمييز بين الموظفين وتضييع الوقت بالحديث عن أمور لا صحة لها, وإذا تطور الأمر قد يؤدي إلى بحث الموظف عن عمل آخر خوفا من شائعة معينة لا صحة لها وهو ما يضيع إنتاجية الموظفين في أمور غير العمل.
ونوه العنزي إلى أنه توجد في علم الإدارة طرق معينة للتعامل مع الشائعات كإصدار بيانات من الشركة مثلا واعتماد شفافية المعلومات وعدم الغموض قائلا إن الأهم في الإدارة عدم إتاحة الفرصة للموظفين لتبادل الأحاديث الجانبية فتقسيم أماكن العمل إلى قسم صغير لكل فرد هو الحل الأمثل لضمان ذهاب وقت العمل بأكمله في أداء العمل.
من جهتها قالت بدرية ناصر مديرة في شركة نسائية" تعتبر الشائعات في العمل إحدى أهم وأخطر المشكلات التي تهدد مستقبل العمل في الشركة وربما تعصف بالمنشآت من الأساس، وعموما تأخذ الشائعة في الانتشار بسبب عدم الشفافية والضبابية التي تتعمدها بعض المديرات في الشركات زعما منهن أن هذا الأسلوب يمكنها من إدارة العمل بنجاح أكبر.
وأضافت" تعمد بعضهن إلى تسريب بعض المعلومات غير الدقيقة في محاولة لاكتشاف ردود أفعال الموظفات في الشركة أو المؤسسة التي تديرها حول بعض الأمور التي قد تكون تدرس وترغب المديرة في معرفة ردود فعل مبكرة من خلال إطلاق ما يعرف ببالونة اختبار ومن ثم تأخذ في مراقبة الأمر, وهو تصرف أتصور أنه غير صحيح لأن مثل تلك الخطوة تربك العاملات في الشركة وتجعل الأمور في حال من التشتت ما يتسبب في انخفاض إنتاجية الموظفات".
وزادت"من بين آثارها السلبية أيضا اندفاع البعض إلى البحث عن مكان عمل آخر خوفا على مستقبلهن في الشركة أو المؤسسة إضافة إلى أنها تتسبب في وجود فجوة كبيرة بين الإدارة والموظفات ما يؤثر في سير العمل كما أن استعمال تلك الطريقة في الإدارة يؤدي إلى انتشار ما يعرف في علم الإدارة بالتنظيم غير الرسمي بين الموظفات فينقسمن بين مؤيدة ومعارضة ومن ثم تبرز المشاحنات الخفية وربما الحرب الباردة بينهما".
وأوضحت بدرية أن ذلك يتسبب في إهدار وقت العمل وإهدار المقدرات الوظيفية المخصصة لمصالح العمل في المنشأة قائلة إن الإدارة الصحيحة في المنشأة التي يوجد بها عدد كبير من النساء يجب أن تقوم على الشفافية والوضوح والحوارات المتكررة مع الموظفات في مناسبات مختلفة سواء كانت تلك الحوارات رسمية أو غير رسمية.
تقول نجاة علي محمد الموظفة في أحد الفروع النسائية في إحدى الشركات الكبرى إن إدارة المنشأة هي الجهة المسؤولة عن انتشار الشائعات في العمل حيث تعمد بعض الشركات إلى عدم الوضوح في الرؤية ما يخلق بيئة ملائمة للشائعة، ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن النساء يلعبن هذا الدور باحتراف ومهارة وربما أكثر من الرجال وهو أمر سلبي جدا فكم من الأسر التي تهدمت والوظائف التي فقدها أصحابها بسبب شائعات كاذبة أو مغرضة ـ على حد قولها. وأضافت" أعتقد أن من الأمور التي يجب اتباعها في الشركات الشفافية والوضوح وألا يسمح بتداول أخبار الشركة على ألسنة الموظفات دون أساس صحيح, وفي حال وجود خطر يؤثر في مستقبل العاملين فيها ، مع ضرورة أن تحرص إدارة المنشأة على الوضوح الكامل والشفافية والعمل على عقد اجتماعات دورية مع جميع العاملين وإطلاعهم على كل ما يستجد من ظروف تحيط بالعمل وأحواله".
أما فوزية صالح إحدى ضحايا الشائعات ترى أن من الواجب اتخاذ عقوبة رادعة بحق كل من يطلق الشائعات والتي يجب ألا تقل عن حد الفصل من العمل نهائيا مع حرمانها من مستحقاتها، إذ تشير إلى أنها كانت ضحية لإحدى الشائعات التي كلفتها وظيفتها.
وقالت" بدأت القصة عندما ادعت إحدى زميلاتي وكان بيننا خلاف أنني أقوم بالتوقيع نيابة عن إحدى الموظفات بسبب وجود علاقة صداقة بيننا ما أتاح الفرصة للقيل والقال، وكبرت الشائعة ولم أستطع مواجهتها, وعندما تدخلت إدارة الشركة كان موقفها سلبيا فلم تبذل الجهد الكافي للتحقق من صدق الشائعة ورغم أنها تفهمت الموقف لكني لم أستطع تحمل النظرات القاسية بين الزميلات ما دفعني إلى الاستقالة".
وأضافت" لذلك أعتقد أنه لا بد أن تكون هناك عقوبات نظامية فعالة وتتناسب مع حجم المشكلة, لأن الكذب يفقد الإنسان احترام الآخرين".