د. الجابري: الزيت المهدرج خطر يهدد الصحة..والأكل المسلوق أكثر فائدة
انخفاض مبيعات "الوجبات السريعة" في الرياض 50 %
يشكل موسم الصوم في شهر رمضان المبارك، عاملا صحيا مهما ينعكس أثره على الصائم، وذلك إذا أحسن استغلاله بالشكل المطلوب، من خلال معرفته لما ينبغي عليه أكله وشربه وما لا ينبغي، إذ تزيد أهمية الاختيار الأنسب للغذاء في هذه الأيام، كون الجسم مهيأ لامتصاص العناصر الغذائية بنسبة أكبر منها في الأيام الأخرى، وتمثل الزيوت والدهون المشبعة العدو الأول للصحة باعتبارها السبب الرئيس للعديد من الأمراض القاتلة.
مطاعم الوجبات السريعة بما تعج به من شتى أنواع الأطعمة الدهنية، من وجبات "البرجر" والبطاطا المقلية، إلى جانب وجبات أخرى مشبعة بالدهون، تشهد حالة من الركود في شهر رمضان، حيث أكد عدد كبير من العاملين في هذا المجال انخفاض المبيعات بنسبة 50 في المائة، قياسا بما كانت عليه قبل شهر رمضان، مبررين ذلك بطبيعة شهر الصوم وتعدد الوجبات التي تقدم خلاله بخلاف وجباتهم الاعتيادية التي يقدمونها.
وأعرب عدد من المواطنين عن أملهم في استمرار هذا الانخفاض حتى بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، لعدم اقتناعهم بتلك الوجبات، التي تفتقر إلى العناصر الغذائية، إلى جانب تأثيرها المباشر في صحة الإنسان لما تسببه من تراكم للدهون وأمراض الكوليسترول والسكري.
من جهته، حذر الدكتور بهيج الجابري إخصائي أمراض الباطنية، من الزيوت المهدرجة والمتمثلة في أنواع أخرى غير زيوت الذرة، كما حذر من خطورة استخدام زيوت القلي للمرة الثالثة لأنها "زيوت مشبعة"، معللا ذلك بصعوبة هضمها وأن الإكثار منها بما يفوق حاجة الجسم يرفع نسبة الكوليسترول في الدم، بحيث لا تستطيع الغدد الصفراء تفكيك المزيد منها، فيتراكم الكوليسترول على جدران الأوعية القلبية "الشريان التاجي"، مما ينذر بأزمات قلبية حادة.
ونصح الدكتور الجابري الصائمين، ببدء الإفطار بالسوائل الساخنة، كالشوربة الخالية من الدهون وقليلة الملح، يليها طبق سلطة الخضار مضافا إليه الليمون والخل، وتناول البروتينات كاللحوم والدجاج، محذرا من الاندفاع إلى الأكل مباشرة، وما لذلك من ضرر بالغ على الجهاز الهضمي، لأن الفكرة بحسب الدكتور الجابري ليست في كمية الأكل بل في كيفية تناوله.
وحول الوجبات السريعة ومدى استفادة الجسم منها، أشار الدكتور الجابري إلى أنه لم يكن للوجبات السريعة أي فائدة تذكر، لكونها مواد مصنعة، أي أنها ليست طبيعية المنشأ، وإن كانت بعض عناصرها حيوانية كاللحوم أو نباتية كالخبز والبطاطا، إلا أنه تضاف إليها مواد حافظة شديدة الضرر، ونكهات صناعية غير معروفة المصدر أو التركيب، فضلا عن عملية التخزين التي تزيد الأمور خطورة، في حال تعفن تلك المكونات بالبكتيريا مما ينتج عنه تسمم قاتل، إضافة إلى درجة الحرارة التي ينبغي حفظ تلك المكونات فيها، وشروط النقل الصحي لها، مبينا أن كل تلك الأمور تمثل جوانب خطرة في عمل مطاعم الوجبات السريعة.
وأفاد إخصائي أمراض الباطنية إلى أن الأكل الصحي سواء في شهر رمضان أو غيره من الشهور، يعتمد كليا على طرق التحضير و منها: الشواء بطهو اللحوم بدون التعرض لدرجة حرارة عالية كما في القلي أي تحت 700 درجة مئوية، أو السلق: وهو الأكثر ضمانا لاحتفاظ الخضار بمكوناتها من الفيتامينات والأملاح والعناصر الضرورية، دون أن تتأثر بارتفاع درجة الحرارة بحيث لا تتجاوز درجة الغليان 99 درجة مئوية.
وعند اقتراحنا على أحد أصحاب المطاعم باستبدال زيوت القلي المستخدمة في إعداد "السنبوسة" وغيرها من المأكولات الرمضانية، وذلك بطهيها داخل الأفران بدلا من قليها، زعم أن ذلك غير مجد من الناحية المادية، إذ يعد مطعمه ما يقارب الـ 30 ألف حبة من "السنبوسة" ومثلها من الحلويات والمعجنات الأخرى، وأن اعتماد طريقة الطهو في الفرن سيقلص إنتاجيته، مما سيكبده بالتالي خسائر كبيرة.