الصيام..هل يكون مبررا للعصبيةوالغضب؟

الصيام..هل يكون مبررا للعصبيةوالغضب؟

لقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا صيام شهر رمضان المبارك لنكون من عباده المتقين، حيث يقول تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .. كما ان الصبر والعفو وكظم الغيظ من أسباب التقوي التي يهدف إليها الصيام. والرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول إذا سابنا أو شادنا احد في رمضان :"( إني صائم)، وهي دعوة للصبر وتملك النفس وعدم رد الاساءة إجلالا وتعظيما لقدر الصيام. ولكننا نرى بعض الناس مع دخول شهر رمضان يصبح نكد المزاج سريع الغضب والعصبية لاتفه الاسباب، وإذا عاتبه احد يتعلل بالصيام وهو ما يتعدى الحقيقة فالصيام منه براء .. ومن هنا كان لابد من وقفة حتى نتبين الاسباب الحقيقية لهذه الظاهرة.

في واقع الأمر ربما يكون الجوع والعطش من أسباب العصبية خاصة إذا جاء في فصل الصيف مثلا، ولكن ذلك لا يبرر سوء الخلق مع الناس، والحقيقة أن بعض الصائمين يجعلون من رمضان مبررا لسوء أخلاقهم معتمدين على مبرر الصيام لانهم يعلمون مسبقا أن المجتمع سوف يقبل هذا العذر في حين أنهم يتبعون أنفسهم هواها ويتصرفون وفق الأخلاق السيئة التي هي أخلاقهم في الاساس سواء في رمضان أو في غيره.

وهناك أسباب عديدة لهذه الظاهرة لعل اهمها التدخين، فالمدخن الذي يواظب على التدخين يوميًا ولمدة طويلة يكون في الحقيقة مدمنا .. فهو عندما ينقطع عن التدخين لبضع ساعات يبدأ يعاني من أعراض الحرمان الذي اعتادت عليه خلايا دماغه فيشعر بالعصبية وسرعة الغضب والتململ والصداع وضعف التركيز وانخفاض المزاج والقلق وضعف الذاكرة واضطراب النوم، وهي أعراض لا تواجه الانسان غير المدخن.

والنوع الآخر من الإدمان الشائع بين الناس والذي يتسبب في عصبية بعض الصائمين هو الإدمان على الكافايين وهي المادة المنبهة في القهوة والشاي والكولا، فالانقطاع المفاجئ عن هذه المادة يتسبب في شعور المدمن بالكسل والنعاس وفقد الرغبة في العمل وبالعصبية وانخفاض المزاج، ولذا كان من المفيد لمن أدمن على الكافايين أن يخفف تناوله للقهوة والشاي والكولا تخفيفا تدريجيًا قبل رمضان وعليه أن يتناول شيئا منها عند السحور، حتى لا يعاني من أعراض الحرمان منها أثناء النهار.

ويعد وجود قدر من القلق النفسي من أسباب تعكر مزاج بعض الصائمين وانخفاض معنوياتهم عند الصيام نتيجة خوفهم من أن يعانوا عند امتناعهم عن الطعام والشراب طوال النهار. وهذا القلق لا مبرر له طالما أن الصائم يستطيع أن يفطر متى بلغ به الجهد حدًا لا يطيقه، وله أن يفطر إن أصابه من الألم أو المرض ما يستلزم تناوله للأدوية فرخص الافطار قائمة، فالله لم يجعل علينا في ديننا أي نوع من أنواع الحرج.

وآخر أسباب هذه الظاهرة أن بعض الصائمين ينفقون الليل في السمر والأكل والشرب حتى إذا اقترب الفجر تسحروا وناموا فيذهبون إلى أعمالهم مرهقين وتكون ساعات العمل بالنسبة لهم شاقة ومزعجة نتيجة نقص النوم وليس نتيجة للصيام وهو ما يؤثر على حالتهم المزاجية وبالتالي على تعاملهم مع الآخرين.

۩۞۩ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ۩۞۩

جزاكم الله خيرا بأن يمن عليكم بالجنة ورؤية وجهه الكريم

جزاكم الله خيرا بأن يبارك في رزقكم رب العالمين

اثابكم الله على الموضوع وجعله في موازين حسناتكم

تقبلوا تحياتى

(ミ♡彡البرنسيسهミ♡彡)