( فلسفة زن في الكونغ فو )

ZEN IN KUNG FU


(ZEN IN KUNG FU)
( فلسفة زن في الكونغ فو )
( إن أهم إكتشاف حققه هذا الجيل يتمثل في قدرة الإنسان على تغيير مجرى حياته إذا ماغير من سلوكه )
(( وليم جيمس))
في البداية دعوني أعرف لكم بشكل مختصر عن مفهوم معنى كلمة زن ( ZEN )
زن تعني إذا أردنا أن نعرفها بشكل مبسط فهي تعني الإدراك وقوة الوعي والبديهة والشعور وهذا الإدراك والوعي والبديهة والشعور يعني بأن الإنسان لايجب أن يعرف الآخرين ولا كيف يغيرهم ولكن يجب أن يعرف يغير من ذاته ويعرف كذلك حقيقة طبيعته وإمكانياته وقدراته التي خلقه الله عليها فيطورها ويغيرها ويكيفها.....
يقول الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ( كل ميسر لما خلق له )
فالإنسان بمعرفته لذاته يعرف أين الطريق الذي يسلكه بحياته فكما بالحديث الشريف فلا يوجد بالبشرية إنسان يحسن أن يفعل كل الأمور بنفس الوقت بإتقان...هناك مثل يبين المعنى يقول المثل (( إذا كنت تفعل كل شي لن تحصل على أي شيء ))
لوإستطلعنا آراء بعض المفكرين في معنى زن فسنجد بأن لها تفصيلات أخرى ولكن نتركها في وقت آخر إن أمكن ذلك إنشاءالله .
فلسفة زن بالكونغ فو :
دعونا نبحر مع فلسفة الزن برياضة الكونغ فو وسوف تفهمون المقصد من وراء الزن ليس بالكونغ فو فقط بل بالفنون القتالية وبالحياة أيضا....
الزن أمر يفتقد كثيرا لدى ممارسي الفنون القتالية إلا ماندر....فلنبدأ إذامع رياضة الكونغ فووتعريفها وفقا لفلسفة الزن:
إذا أردنا أن نعرف الكونغ فو وفق إطار الزن فهي تعني بتعريف سهل ومبسط بــ(( وسائل ضبط النفس )) أو الإنفعال.
الكونغ فو رياضة الروح والعقل والجسد....رياضة تهتم بجانب الروح وإشباعها
والعقل وتثقيفه والجسد وتقويته....الكونغ فو عبارة عن وسائل لضبط الإنفعال والتعامل مع الحوادث التي تمر علينا يوميا سواءا مواقف إيجابية أو سلبية أو غير مفهومة الهدف....الكونغ فو تغرس بالإنسان معنى تعلم تغيير الذات من الداخل في أعمق أعماق النفس الإنسانية ليظهر بعد ذلك الأثر والنتيجة في واقع الحياة.....الكونغ فو أو الفنون القتالية ليس هدفها هو العنف فالعنف لايولد سوى العنف....الشخص الذي همه هو العنف ولا يمارس الفنون القتالية إلا من أجل أن يتغلب على الأخرين بعقلية العنف يكون إتصاله بالناس الذين حوله إتصال غير متزن وغير مستقر ويغلب عليه التوتر فإتصاله مع والديه وأقاربه وأصدقائه كله مبني على أساس أنه يتعلم الفنون القتالية من أجل أن يهزم جميع من حوله وهذا مفهوم خاطيء فهذه الفنون هدفها وغايتها هو معرفة الإنسان لذاته وقدراته وإمكانياته التي جعلها الله في داخل كل إنسان فينا فالإنسان أكبر وأعظم من مجرد أن يكون همه وشغله الشاغل هو هزم الأشخاص وكيفية جعلهم يرضخون لقوته وجبروته المفتعلة من نفسه.....
السؤال الذي يطرح نفسه من هو الشخص الذي يستطيع أن يكون قيادي ويحافظ على إتزانه الداخلي......إنه الذي فهم مامعنه الزن فهي تكتسب خلال الممارسة والتدرب ولايستطيع أي كان أن يعلمها بالأسلوب المنطقي عن طريق الشرح النظري والنقاش والجدال.....لذلك فالإنسان بشكل عام يجب أن يدرك من هو وماهو وكيف ولماذا وأين؟
تساؤلات تطرح على النفس الإنسانية لكي تخرج مابها من الكنوز والمخزون الذي يختزنه الإنسان في داخل نفسه عندها فقط سيعرف أن يحدد ماهو مناسب والغير مناسب له وماينفعه ومايضره في هذه الحياة.....الإنسان يجب أن يعرف ذاته ويتعلم كيف يغير حياته حيث التغيير يبدأ من الداخل وليس من الخارج....الإنسان يجب أن يحسم الصراع الذي بداخله كيف...؟!
بالطريقة التي تؤدي به إلى أن يسلك المسلك الإيجابي والفعال في هذه الحياة....الإنسان يجب أن يعرف كيف يعالج الأمور والمواقف بشكل يجعله يستفيد من هذه المواقف ويتيقن بأنها من الله عزوجل كمثال (( الإبتلاء)) الذي يصيب الإنسان فهو كله خير من الله فالمواقف والحوادث اليومية التي تمر علينا هي كنز مدفون فبمعرفتها ومعالجتها تصبح خبرة تضاف إلينا وإلى حياتنا فيكون إتصالنا مع الذين من حولنا أكثر سلاسة وراحة ونضوجا وأسهل لفهم بعضنا البعض وبالتالي نكون فريق متكامل ومتفاهم ومستوعب لكل جوانب الحياة صغيرها وكبيرها.....أظن كلامي فيه نوع مما لايوافق العقل صحيح.....ولكن الذي يوافق الفطرة البشرية بشكل كامل والأمر الذي يعتبر هوية كل فرد منا مؤمن بالله
هو حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول (( المؤمن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا وليس ذلك إلا للمؤمن ))