النساء يتحالفن مالياً للمضاربة في الأسهم

الأسهم جعلت الناس يبتكرون وسائل شتى لجمع رؤوس أموال للاستثمار فيها، وقد قام مجموعة كبيرة من الرجال بجمع مبالغ ووضعها في محفظة واحدة بحيث يصبح مبلغا واحداً للمضاربة في الأسهم، وقد سارت النساء على نفس هذه الخطوات وبهذا الصدد التقينا بعدد من السيدات اللائي يزاولن هذا النوع من النشاط. .

مستقبل الأبناء
تقول سميرة مزيد (مطلقة منذ أربع سنوات): بعد طلاقي تحملت مصروف أبنائي حيث تخلى عنهم والدهم وهددني بأني لو طالبت بمصروف لهم فسوف يأخذهم مني ولم يكن لي سوى مورد عملي المتواضع للصرف عليهم، والتقيت بإحدى صديقاتي التي تعمل في الأسهم ونصحتني أن أعمل فيها وأن أحاول جاهدة توفير ما أستطيع لمستقبل أبنائي، وأبلغتها أن رأس مالي صغير جداً وكأني بهذه الكلمة أشعلت فتيل فكرة تجميع مبلغ من مجموعة من السيدات للعمل في الأسهم، حيث دعتني لتجهيز المبلغ الذي استطيع، وبعد شهر ونصف اتصلت بي وطلبت المبلغ وأعطيتها إياه في هذا الوقت كانت قد جمعت مبلغا وصل لأربع مائة ألف من مجموعة من النساء اللائى تعرفهن وبدأت تعمل في المضاربة بالأسهم والآن ارتفع المبلغ لأكثر من الضعف)

بانتظار المليون

ونفس الطريقة نفذتها مجموعة من الخريجات اللائي لم يجدن وظائف مستقرة وعملن بوظائف متفرقة وبرواتب قليلة وعملن في أعمال مزعجة - حسب قولهن - من أجل تجميع رأس مال وبالفعل جمعن 65 ألف ريال وبدأن يعملن فيها بالأسهم وتقول سلوى عبدالغفار التي تدير المحفظة (كان المبلغ قليلاً ولكن تحملنا وحرمنا أنفسنا من أشياء كثيرة تتمناها كل فتاة، حيث كان كل مبلغ يأتينا نضيفه للمبلغ الذي نعمل به حتى لو كان قليلا وبالفعل كان ينفعنا حتى كبر المبلغ الأساسي ومازلنا نعمل ونضيف مبالغ، حيث اتفقنا أن لا نسحب من المبلغ إلا للضرورة القصوى وأن نستمر في العمل حتى يصل للمليون ريال)

التقاعد

وتذكر المعلمة فريدة العجمي أنها منذ خمسة وعشرين عاما تعمل في مجال التدريس. وقد شعرت منذ ما يقارب العامين بالملل وحاجتها إلى الراحة وفتح المجال أمام الأخريات للعمل فما كان منها إلا أن قدمت تقاعدا مبكرا، وقد وافقها على هذا القرار ما يقارب من أربع من زميلاتها في نفس المدرسة واللائي تزاملن لفترة زمنية طويلة، وقد جمعتهن جلسات طويلة للنقاش عما سيفعلن بعد التقاعد وقرر الجميع بعد استشارات كثيرة أن يجمعن مبلغا من المال ويخترن واحدة تعرف في الاستثمار في الأسهم والمضاربة بها ووقع الاختيار على ابنة واحدة من المجموعة حيث كانت تعمل فعلاً في الأسهم وبالفعل جمعن مبلغا تعدى المليون ريال وهن يعملن منذ عام وقد تضاعف المبلغ، كما وضعن خطة لتوزيع أرباح شهرية بعضهن يأخذنها والبعض الآخر يضيفنها على المبلغ الرئيسي)

وتقول فريدة: (رغم أني وزميلاتي لا ندير المحفظة إلا أننا نتابع سوق الأسهم ونتابع الأخبار وندخل المواقع الخاصة بها ونوصل المعلومات التي نحصل عليها إلى من تدير المحفظة، بالفعل أوقاتنا مشغولة بحركة السوق وقراءة التقارير)

وجرت العادة في هذا العمل أن من تدير المحفظة تأخذ نسبة من الأرباح سواء شاركت في رأس المال أو لم تشارك، أي تعامل كموظفة تتقاضى راتبا مقابل إدارتها.

مشكووووره