محمد الأنصاري
عضو نشيط
عدد الرسائل : 304 العمر : 38 الموقع : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 10/07/2007
| موضوع: °¤©><©¤° العجلة .... العدو الأول للتفكير °¤©><© الجمعة يوليو 20, 2007 1:56 am | |
| أحدهم بدأ في طرح فكرة ، وآخر بدأ في معارضة الفكرة ، ترى هل كان الأخير يملك معلومات – حقائق – حول هذه الفكرة تمكِّنه وبكل ثقة من معارضة الأول ، الجواب ( لا ) واستنتاجاً إنها العجلة وبكل تأكيد وكان وفق الحقيقة الساطعة (الإنسان عجولا ) أنطلق من هذا الموقف لأكد على أمور وهي بلا شك تُمثِّل خللاً في نمط التفكير لدينا :- 1- العجلة في مقاطعة المتحدث قبل أن يكمل فكرته .... مع أن أبسط العبارات التي لم تسمع قد تحمل التفاصيل المهمة .... علينا أن نتواصل جميعاً وفق المعادلة النبوية "أفرغت يا أبا المغيرة " وهذا ستيفن كوفي يحدد هذا المسار : ( العمل بمبدأ الاحترام والقدرة على الإنصات للآخر بصدق وصبر ... عادتان من بين العادات التي يمارسها أكثر الناس فاعلية في كل مناحي الحياة . )
2- العجلة في إصدار الحكم على الفكرة قبل التدقيق والبحث عن الحقيقة ..علينا التفاعل الايجابي مع كل فكرة وفق المعادلة الربانية ( فتبينوا ) فهي سرٌ من أسرار النجاح .
* كتابين أحدهما لغربي وآخر لمسلم كنت أحملهما بين يدي ودخلت على مجموعة من الأصدقاء .... فقام بعضهم وسألني ماذا تحمل بين يديك فقمت برفع الكتابين وأنا أشير بغلافيهما نحوهم ... فنظروا وقاموا بإصدار الحكم مباشرة وكان بطبيعة الحال حكماً جائراً ... ولكن المفاجأة أن الحكم كان موجهاً لكتاب المؤلف المسلم ، أصابتني الدهشة حقيقةً ، وقد كان مشهداً درامياً ساخناً ، فقلت لهم وبدون تردد : عجباً لكم ؛ كتاب الغربي لم يتعرض له أحد مع أنه غير مسلم وكتاب العربي المسلم لم يتركه أحد!! وكنهاية سعيدة لفصول هذه القصة أنهيت قراءة كتاب العربي المسلم ووجدته متميزاً مليئاً بالثقافة والفكر والمعرفة ، هذا هو حكمي الذي أصدرته وأخبرتهم به .*
3- العجلة في التفاعل مع أي فكرة ... دون النظر إلى صواب الفكرة من عدمها وهو ما يعبَّر عنه بلغتنا الدَّارجة " نطير في العجَّة " ولنكن شفافين مع أنفسنا فكم من فكرة تعجَّلنا جداً في التعاطي معها كانت نتائجها مؤسفة وآثارها إنسحابيَّة ... ومما يثير الدهشة ويدعوا للعجب ، إن الأفكار الضبابية نمضي قدماً في تحقيقها بكل إصرار وحماسة بينما الأفكار الواضحة نقدم خطوة ونؤخر أخرى ، أظن أن الكثير منا يستحق لقب (الإنسان العجول ) وبكل جدارة ، وأعتقد جازماً أن هذا هو منشأ المرض وهو بالتأكيد سر التخلف !!!
4- العجلة في التفاعل مع الحياة اليوميَّة !! وأعرض هنا لبعض الصَّور والمظاهر ليكون ما نتحدث عنه أقرب للواقعية .. - العجلة في صنع العلاقات . - العجلة في حل مشاكلنا . - العجلة في إعطاء الوعود . - التعجل في إساءة الظن – والبطء جداً في إحسان الظن . - التعجل في عدم بقاء مشاعر السَّعادة مع القريبين منَّا !! - التعجل في النقد على أسس غير موضوعية . - العجلة في سكب العواطف والمشاعر ، ما قد يفسره البعض بتفسيرات أخرى ... ولو توجهت بسؤال لنا جميعاً لِم العجلة ؟! أظنني لا أجد جواباً ( مقنعا ) .إنما هي مفاهيم وقناعات كانت تحيط بتفكيرنا نؤمن بها ونعتنقها ظناً منا بأننا فهمنا الحياة ... والآن علينا أن نقول أن الأمر ليس كذلك وأن علينا أن نُفرق بين عقليتين موجودين على أرض الواقع ( عقلية العجلة ) و ( عقلية الطمأنينة ) ... وأظن أننا متفقون جميعاً إلى أننا بحاجة ماسة في ظل تسارع الحياة المحموم إلى أن نكون أكثر قرباً من العقلية الأخيرة ... فهي وحدها حليفة النجاح ومفتاح كل إنجاز .
المجتمع ... ووقفة مصارحة !! أظن أن مجتمعاتنا العربية لا تشجع أبداً على فن التفكير وبناء الفكرة والجهود ضئيلة جداً لصنع هذه الثقافة ويظهر هذا من خلال بعض الشواهد :- - المشهد الثقافي ... والظاهرة الأبرز بأننا لا نقرأ . - البيئة الاجتماعية ... واختزال الطاقات والمواهب . - افعل – لا تفعل ... والموت البطيء لملكة التفكير . - المنشآت الثقافية ... هل قامت بدورها ؟!! - مجتمعاتنا والعشق المتيَّم لصناعة اللاءات .. مع علمي يقيناً أن معظمها لا ينافي المعايير الشرعية !! - الغربة الثقافية ... هل نعيشها اليوم ؟!! وبالتالي وكنتيجة حتمية للتعاطي مع هذه الظواهر ، هل يمكننا القول أن السطحية أصبحت سمة من سمات العقل العربي ؟!!
وفي نهاية المطاف !!!
ما ذا فعلنا ؟ وما ذا سنفعل ؟ والأهم من ذلك كله ما الذي نعمل عليه الآن ؟!
أظن كما يظن الجميع أن عملية نمو التفكير هي عملية تراكمية يشترك فيها عدة عوامل فالتجارب والخبرات التي يمر بها العقل لها دور والثقافة والمعرفة لها دور كل ذلك مرتبط بأمرين هامين أولهما الرغبة الشديدة في التنمية وثانيها طلب العون من الله أن يمدنا بالفكر السديد وتفاؤلاً أقول سنصل بإذن الله .
(رب زدني علما) ، ( وما توفيقي إلا بالله ) توصيتان هامتان لاثنين من النخب الفكرية أضعهما بين يديك ( كما أن الإنسان يستطيع بالرياضة أن يحسن لياقته البدنية فهو يستطيع كذلك أن يحسن من تفكيره بطرق من أهمها : الحوار ، القراءة ، اجتناب التفكير ومزالقه) د. أحمد البراء الأميري 0
(لا ينمو العقل إلا بثلاث ... إدامة التفكير ، ومطالعة كتب المفكرين ، واليقظة لتجارب الحياة ) مصطفى السباعي
عندها ستكون عقولنا عامرة بكل جديد وسترحب بكل مفيد ... فقط علينا أن نمارس التفكير وعلينا أن ندرك أن الأمر بغاية البساطة ، وعندها سنجيب على التساؤل الذي تصدر العنوان " فكرة ... فمن يدلي بها ؟!!!
| |
|
نـــبـــض
عضو فضي
عدد الرسائل : 500 الموقع : في القلب والشرايين العمل/الترفيه : مؤشر للحياة تاريخ التسجيل : 20/07/2007
| موضوع: رد: °¤©><©¤° العجلة .... العدو الأول للتفكير °¤©><© الجمعة يوليو 20, 2007 2:53 pm | |
| | |
|
همس الكويت
عضو نشيط
عدد الرسائل : 167 العمر : 34 الموقع : الكويت تاريخ التسجيل : 22/08/2007
| موضوع: رد: °¤©><©¤° العجلة .... العدو الأول للتفكير °¤©><© الخميس سبتمبر 06, 2007 3:22 am | |
| | |
|
الشبح
عضو ذهبي
عدد الرسائل : 1560 العمر : 45 الموقع : في الخيال تاريخ التسجيل : 31/05/2007
| موضوع: رد: °¤©><©¤° العجلة .... العدو الأول للتفكير °¤©><© السبت أكتوبر 27, 2007 7:52 pm | |
| موضوع جميل
وأسلوب ممتع في الكتابة
طرح موفق بالتوفيق دوماً | |
|