~¤¦¦§¦¦ ~ الروح تؤثر على وجه الإنسان ~ ¦¦§¦¦¤~

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، وبعد:

من الأمور التي أشار إليها العلماء المتقدمون مثل ابن تيميه وابن القيم وغيرهما أن الروح تؤثر على وجه الإنسان ..
والعجيب أن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ذكر أن المتفرسين أهل الفراسة لديهم المقدرة على معرفة أحوال الإنسان بمجرد رؤيتهم لوجهه .. حيث يعلل سبب هذه القدرة .. أن روح الإنسان إذا كانت طيبة وعامرة بالخير ومحبة للخير وعاملة للصالحات .. فانه تسكب على وجه الإنسان جمالا وجاذبية ونورا يعلو الوجه
ومن كانت روحه خبيثة وسيئة ومحبة للأعمال السيئة والفواحش فان الروح هذه تكسب الوجه سوادا وظلمة بل ذكر بعض العلماء أن بعض المعاصي والذنوب تغير بالفعل ملامح الوجه .....

وذكر ابن القيم عن أحوال هؤلاء المتفرسين الملهمين أن أحدهم بمجرد رؤيته لهم وتحديقه في وجه الآخرين يعرف هل هو من أهل الصلاح أم لا هل روحه طيبة أم لا .. أشار بعضهم إلى أن الغناء ( هذه حقيقة من المعاصي التي تكسب أصحابها سوادا وظلمة حتى قيل انك لا تكاد ترى مغنيا مشرق الوجه) .. ومنهم الزناة ومنهم تاركوا الصلاة

وعلى العكس من ذلك فقد ذكروا إن قيام الليل (الصلاة بالليل )افضل وسيلة لكسب الإشراق وجمال الطلة ونور الوجه .. حتى أوصى بعضهم من أراد أن يكون في عين أهله جميلا فعليه بقيام الليل ..

كذلك قراءة القرآن فقد ذكر بعض العلماء أن لقراءة القرآن تأثير عجيب في جمال الوجه .. نعم جمال حقيقي حسي ليس فقط جمال روحيا .. كذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنها نور .. وكذا الاستغفار ..

وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:

"وقال السدي: الصلاة تحسن وجوههم، وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار، وقد أسنده ابن ماجه في سننه عن إسماعيل بن محمد الطلحي عن ثابت بن موسى عن شريك، عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» والصحيح أنه موقوف. وقال بعضهم: إن للحسنة نوراً في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس.

وقال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه، والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه، فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله تعالى أصلح الله عز وجل ظاهره للناس، كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: من أصلح سريرته أصلح الله تعالى علانيته." اهـ.

(تفسير ابن كثير - سورة الفتح-29)

والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى